شبكة قدس الإخبارية

أزمة تجنيد الحريديم.. كبار الحاخامات يدعون إلى رفض أوامر التجنيد 

reuters_com_2024_newsml_RC2FO6AP65XR

ترجمة عبرية - شبكة قُدس: في الأشهر الأخيرة؛ أثارت أزمة تجنيد المتدرينين اليهود أو الجريديم، أزمات داخلية متلاحقة ومتصاعدة في الأوساط الإسرائيلية الداخلية ما بين التشدد في الرفض أو التشدد في القبول. 

ويوم الثلاثاء؛ صادق وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، على شروع جيش الاحتلال في تجنيد اليهود المتدينين الحريديم ابتداء من شهر أغسطس المقبل، بسبب ما وصفه بـ"الاحتياجات العملياتية"، في تحرك من المرجح أن يفاقم توتر العلاقات داخل الائتلاف الحكومي المنتمي إلى تيار اليمين والذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن غالانت قوله إن الجيش اتفق مع الحريديم على زيادة عدد المنتسبين إلى الجيش بنسبة 5% سنويا، للوصول إلى 50% خلال 5 سنوات.

وفي اليومين الأخيرين؛ عقد كبار الحاخامات لدى الاحتلال الإسرائيلي، اجتماعات وجهوا خلاله دعوة إلى الشباب المتدينين للامتناع عن الانصياع إلى أوامر التجنيد أو الذهاب إلى المكاتب المختصة.

وبحسب ما نقلت مواقع عبرية؛ هاجم الحاخام الليتواني دوف لاندو، قرار وزير الحرب يوآف غالانت بتجنيد شباب الحريديم قائلا إن "الدولة التي تجند طلاب المدارس الدينية ليس لها الحق في الوجود، مضيفا: في زمن الحرب يريدون أن يأخذوا حق طلاب التوراة – هذا انتحار كامل.

وأضاف لاندو، أنه "عندما لا يكون هناك نظام والجيش في حالة حرب ضدنا، ما الفائدة من الوقوف، من أجل ماذا، هذه الحكومة ضدنا في كل شيء".

وفي نهاية الاجتماع، طلب لاندو من رئيس لجنة المدرسة الدينية الحاخام حاييم أهارون كوفمان، أن ينقل رأيه إلى الحاخامات السفارديم والحسيديم، حتى يكون هناك موقف موحد بشأن هذه المسألة.

كما أمر رئيس مدرسة "سلابودكا" الدينية وأحد أبرز الحاخامات في الحركة الحريدية الليتوانية الحاخام موشيه هيليل هيرش، طلاب المدارس الدينية العليا بالتحدث مع الشباب الأرثوذكسي المتطرف الذين لا يدرسون في المدارس الدينية وطلب منهم عدم الانصياع لأية أوامر حول التجنيد.

وطالب هيرش، بعدم ذهاب أي شخص إلى أي من مكاتب التجنيد، وأضاف أيضا أنه يجب إرسال ممثلين إلى جميع المعاهد الدينية وتحذير الشباب من الذهاب ورفض التجنيد رفضا مطلقا.

ونقلت مواقع عبرية في وقت سابق، عن نتنياهو قوله إن "السماح للمعارضة بإسقاط الحكومة أمر سيوقف فرصة إطلاق سراح المختطفين".

وتهدد الأحزاب الدينية واليمينية المتحالفة مع نتنياهو بإسقاط حكومته حال المضي قدما في تجنيد الحريديم خاصة بعد قرار محكمة الاحتلال العليا الشهر الماضي، بفرض تجنيد اليهود الحريديم في الجيش على الحكومة، كما نص القرار على تجميد ميزانية المدارس الدينية، بدعوى أنه لا يوجد أساس قانوني لمنع الحكومة تجنيد اليهود الحريديم في جيش الاحتلال الإسرائيلي.

ونقلت القناة الـ13 الإسرائيلية عن غالانت قوله إن وزارته ستعمل على تجنيد أكثر من 3 آلاف من الحريديم للحاجة الملحة لذلك.

وذكر موقع واينت الإخباري أن وزيرة حماية البيئة لدى الاحتلال، عيديت سيلمان، خاطبت الحريديم قائلة لهم "عليكم إضفاء القداسة على جيش الاحتلال الإسرائيلي، يجب أن تكونوا في مناصب عليا، بما في ذلك هيئة الأركان العامة".

ورد غالانت على سليمان قائلا: "لكي تصبح رئيسا للأركان عليك أن تبدأ كجندي"؛ في إشارة إلى وجوب تجنيد الحريديم.

وربط وزير البناء لدى الاحتلال إسحق غولدكنوف والوزراء من الأحزاب الحريدية، إقرار قانون تمديد الخدمة الإلزامية في جيش الاحتلال، بإقرار قانون الإعفاء من التجنيد للحريديم، وفقا لصحيفة "إسرائيل اليوم".

والشهر الماضي،  صوت كنيست الاحتلال لصالح مشروع قانون التجنيد الذي يسعى نتنياهو لتمريره لإعفاء اليهود الحريديم (اليهود المتدينين) من الخدمة العسكرية، وقد صوت لصالحه 63 عضوا بينما عارضه 57.

وقد صوت وزير حرب الإسرائيلي يوآف غالانت ضد قانون التجنيد، بعد أن عبر في وقت سابق عن معارضته للقانون بصيغته الحالية، وأعلن أنه لن يؤيده دون اتفاق بين أقطاب الحكومة.

وقال غالانت إن جمهور الإسرائيليين يتوقون إلى اتخاذ قرارات بتوافق واسع، وإنه لا يجوز ممارسة سياسة تافهة على حساب الجنود.

وبدورها نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن رئيس مكتب نتنياهو دعوته إلى إقالة وزير الحرب غالانت الذي وصفه بالوقح.

وقالت إذاعة الاحتلال حينها إن الحكومة صادقت على مشروع القانون رغم معارضة المستشارة القضائية للحكومة.

ويفرض قانون الاحتلال على الذكور والإناث البالغين من العمر 18 عاما الخدمة العسكرية، لكن المتدينين يقولون إنهم يكرسون حياتهم لدراسة التوراة.

وفاقم تخلفهم عن الخدمة العسكرية -بالتزامن مع الحرب المتواصلة على قطاع غزة وخسائر جيش الاحتلال، من حدة الجدل، إذ طالبتهم أحزاب علمانية بالمشاركة في "تحمل أعباء الحرب".

وكانت المحكمة العليا لدى الاحتلال قضت نهاية مارس/آذار الماضي بعدم إعفاء المتدينين من الخدمة العسكرية وتجميد تمويل المعاهد الدينية اليهودية في حال عدم توجه طلابها للتجنيد في الجيش.

وهددت الأحزاب الدينية بالانسحاب من الحكومة إذا ما تم فرض الخدمة العسكرية على أتباعها، علما أن هذا الانسحاب لو حدث سيعني سقوط الحكومة.